فتاة العرب هو لقب للشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة بن أحمد بن خليفة بن خميس بن يعروف السويدي. من مواليد إمارة أبوظبي عام 1920، وجدّها أحمد بن خلف العتيبة، أما جدتها فهي آمنة بنت سلطان بن مجرن «خالة الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان»، وقد عاشت الشاعرة حياة يتيمه بوفاة والدتها في وقت مبكر، فتزوج والدها في وقت لاحق. ويعد أحمد بن خليفة السويدي وزير الخارجية الأسبق لدولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أهم الرجال المساهمين في بناء الاتحاد، أخيها من الأب.
هي من رواد الشعر النبطي الإماراتي وعرفت سابقا بفتاة الخليج من مواليد مدينة العين وسكان دبي .. بدأت في نظم الشعر منذ سن الثانية عشرة وتمثل قمة عطاءها في العشرينيات من عمرها واستمرت بعد ذلك حتى وصل رصيدها إلى أكثر من 600 قصيدة .. اعتزلت الشعر في أواخر التسعينيات وبقيت تروي أشعارها في مدح الرسول (ص).
في لقاء جمع الدكتورة رفيعة غباش بعوشة السويدي، أفصحت الشاعرة لها عن حلم راودها في الطفولة، فحواه أن القمر نزل على وجهها وابتلعته حتى نزل من فمها وأنفها وشع نوره في داخلها، فأخبرت والدها بالحلم، الذي سأل بدوره أحد الشيوخ من منطقة ليوا، فأجاب الشيخ: سيهب الله عوشة علماً يضيء كما أضاء القمر.
كانت الشاعرة عوشة مولعة بأشعار الشعراء النبطيين وعلى رأسهم الماجدي بن ظاهر ، شاعر الإمارات الكبير، وراشد الخلاوي، شاعر الجزيرة العربية ، وتحب من الأشعار الشعر الفصيح ، كما قرأت دواوين المتنبي وأبي تمام وأبي فراس الحمدانـي .استطاعت الشاعرة في أحد مراحل حياتها من نظم حوالي 100 قصيدة من الشعر النبطي "الموزون والمقفى" خلال 32 يوماً !!
في رأيها إن الموهبة لا تكفي ومن الضروري أن يكون الشاعر متمكنا من اللغة العربية وإلا أفسد ما قال وأصبح قولا لا شعراً ، ولكن الأمر يختلف عندها ، ذلك انه رغم عدم ذهابـها إلى المدرسة ، إلا أنها تمكنت من تعلم القراءة والكتابة عن طريق تعلم القرآن الكريم في ذاك الزمان ولم تقع عيناها على شيء إلا حاولت التعرف عليه .. اتصفت الشاعرة عوشة بالذكاء الشديد ومعرفتها الكبيرة بأصول الدين
تنتمي الشاعرة لعائلة عريقة اتصفت بحبهم للعلم والثقافة ، ولم يكن مجلس والدها يخلو من رجال الدين والعلماء بالإضافة إلى تشجيع أهلها لها رغم الظروف التي كانت تمر بها المرأة في ذلك الزمن .
أخذت عوشة تنظم ما يحب الناس سماعه وقصائدها كلها فرح ومرح ولا تخلو من الثناء على من تشعر إنهم يستحقون ذلك لخصالهم الحميدة وأخلاقهم الطيبة، كانت في البداية تنظم قصيدتين أو ثلاث في السنة لكنها زادت في قصائدها في المرحلة الأخيرة حتى أصبحت تنظم 6 قصائد في العام أو أكثر .
كانت الشاعرة تطرح قصائدها باسم مستعار "فتاة الخليج"، وفي عام 1989م أرسل لها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ديوان وكَتَبَ في أول صفحه له :
أرسلت لك ديوان يا عالي الشان ديوان فيه من المثايل سـددها
يحوى على الأمثال من كمل من زان ومن كل در في عقوده نضدها
فتاة العرب وانتوا لها خير عنوان ومن غيركم بقصد معاني نشدها
فلازمها اللقب "فتاة العرب" حتى اعتزالها.
وفي أحد المرات ، شاكاها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بيتين :
ياركن عود الهوى وفنه .. شاقني جيلك بالوصافي
طيف رويا لي امشجنه .. شط بك والحقك لتلافي
كتبت في شتّى المجالات ولها قصائد في الإسلاميات والنقد الاجتماعي والمدح والغزل وجارت أكبر الشعراء مثل أحمد الكندي وعمير بن راشد آل عفيشه الهاجري و محمد بن راشد المكتوم. تغنّى بكلماتها كثير من الفنانين امثال جابر جاسم، علي بن روغة، ميحد حمد وغيرهم الكثير.
نشرت قصائدها في العديد من الصحف والمجلات ودواوين مسموعة جمعها في "ديوان فتاة العرب" سنة 1990م الشاعر حمد بن خليفة بو شهاب الذي صدرت طبعة ثانية منه عام 2000م
هذه قصيده من قصائدها . بعنوان "على سجعتي"
على سجعتي ياهل الهوى جروا الونات وعزوا لقلب من محبة يعذلونــــــــــة.
وانا ونتي ونات ركب حيام بات على مورد قد خيم الجيش من دونة.
ولو ونة اللي ييس على كبدة الليعات خلي من اللعية صوابة يسلونــــــــة.
على من اومى بي ومية الحر للهدات يتوق للحباري والصقاقير يدعونة.
وطى مهجتي وطي الدمنتي على الرستات جديد الاوايل من كراجة يسوقونة.
ضرب في ضميري واير مشعل الليتات وخلى معاليقي من الكبد مطحونة.
ابو جادل ضافي على منكبة سافات غرير يماري والغوى ميل ركونة.
دجور غناوي من طبعة الكيفات يدير الهوى لي وين مادارت فنونة.
غرير العذارى من ورا مطرح السادات الين الحجاز وبدو نجران وسكونة.
عسى لا يمي يعطى عمى سارق المايات شفيق يشوف الحيف واهلة يشوفونة.
ادقه هواجيسه على الحزن بالعلات ولا عاد ينظر في العرب زول مضنونة.
والى متى انا ياهل الهوى منكم الحسنات خذوا لي ثاري في الهوى لا تخلونة.
وهذه مجارة حصلت بين الشاعر الكبير (رحمه الله ) احمد بن علي الكندي المرر
وشاعرتنا الكبيره "فتاة العرب"، عوشة بنت خليفة السويدي
قصيدة احمد الكندي:
رد فتاة العرب:


أنجبت الشاعرة عوشة ابنة واحده فقط أسمتها "حمده" وهي زوجة رجل الأعمال الإماراتي المعروف "خلف الحبتور".
تقول ابنتها حمدة أنها حينما كانت في سن العاشرة تقريباً، كانت والدتها عوشة تعطيها قصيدة مكتوبة، فتركض بها من البيت على البحر إلى الحصن، وهو مقر إقامة الشيخ شخبوط حاكم أبوظبي آنذاك، وبعد أن يتسلمها يكافئ الطفلة حمدة بمبلغ عشرين روبية أو خمسين، ثم تعود إلى البيت فرحة بما ظفرت، وتقول أن في تلك الحقبة انطلقت أشعار عوشة إلى فضاء الخليج بصورة غير مسبوقة، مختتمة مسيرتها الشعرية الحافلة بقصيدة بعنوان «الغفران»، مناجية ربها بمفردات ضياءها النور.