سليمان بن عبدالعزيز الراجحي

مقروءة (نص)
نشرت منذ 2331 يوم - الفئة : سيرة
864 0

إدارة الموقع

يقول سليمان بن عبدالعزيز الراجحي المولود سنة 1920م ، كنت فقيراً لدرجة انني عجزت عن الاشتراك برحلة مدرسية قيمة المشاركة فيها ريال سعودي واحد ، رغم بكائي الشديد لأسرتي التي لم تكن تملك الريال.. 

 

و قبل يوم واحد من الرحلة اجبت اجابة صحيحة على سؤال طرحه علينا معلم الفصل الأستاذ علي شاكر فما كان منه الا ان اعطاني ريالا مكافأة لي مع تصفيق الطلبة ... حينها وبدون تفكير ، ذهبت مسرعا لمشرف الرحلة حيث سددت له اشتراكي في الرحلة وتحول بكائي الشديد الى سعادة غامرة استمرت اشهرا، بل سنينا.. 

 

ثم كبرت ومرت الايام وغادرت عالم المدرسة الى معترك الحياة ... وفي الحياة وبعد سنوات من العمل المضني والجاد وبفضل من الله ، أنعم الله علي بالثروة الكبيرة ثم بدأت العمل الخيري، وفي خضم أنشطتي الخيرية، تذكرت ذلك المدرس الفلسطيني الذي اعطاني الريال! 

 

وبدأت اسأل نفسي، هل اعطاني الريال صدقة ام مكافأة فعلا؟ 

 

لم اصل الى اجابة .. وقلت في نفسي، ايا كانت النية فقد حل لي مشكلة كبيرة وقتها دون أن يشعرني بالنقص بين زملائي .. ثم قررت البحث عنه مهما كلف الأمر.. ذهبت إلى مدرستي القديمة وإلى جهات التعليم المعنية بحثا عن هذا المدرس الفلسطيني .. حتى وفقني الله لمعرفة طريقه .. فخططت للقائه والتعرف على احواله..

 

يضيف الراجحي قائلا .. التقيت المدرس الفاضل علي شاكر .. ووجدته بحاله صعبة بلا عمل و يستعد للرحيل .. وبادرته قائلاً بعد تعارفنا:

  • يا أستاذي الفاضل لك في ذمتي دين كبير جدا منذ سنوات،
  • فرد علي مستغربا: هل لي ديون على احد؟
  • وهنا سألته: هل تذكر طالبا اعطيته ريالا لانه اجاب كذا وكذا..
  • فأخذ المعلم يفكر محاولا تذكر أمر هذا الريال وبعد لحظات قال المدرس ضاحكا: نعم .. نعم .. وهل جئت تبحث عني لترد لي ذلك الريال الذي أعطيتك اياه؟؟

     

    فأجابه الراجحي قائلا: نعم ، وبعد نقاش طلبت منه أن يركب السيارة معي وذهبنا في نزهة قصيرة .. وأثناء تجوالنا توقفنا امام فيلا جميلة ثم طلبت منه النزول وأدخلته الفيلا وقلت له:

  • يا استاذي الفاضل هذا هو سداد دينك مع السيارة التي ركبتها قبل قليل وراتب يجري لك مدى عمرك ولك أيضا مني إيجاد وظيفة مناسبة لإبنك .. 

     

    ذهل المدرس قائلاً هذا كثير جدا .. لكن الراجحي قال له:

  • صدقني ان فرحتي بريالك وقتها اكبر بكثير من حصولي الآن على 10 فلل كهذه .. فما زال طعم الفرحة بحصولي على الريال للذهاب إلى الرحلة عالقا في ذاكرتي حتى الآن ..

 

المصدر: هذه القصة من مذكرات سليمان عبدالعزيز الراجحي ، المملكة العربية السعودية

0 استجابة

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل

ما رايك

اكتب اسمك هنا
كتابة البريد الالكترونى الخاص بك
اكتب تعليقاتك
لن يتم نشر بريدك الالكترونى

أكتب قصتك الان

اكتب قصصاً عشتها أوسمعت عنها. اكتشف عالماً من القصص والعبر. شارك حكايا الروح.

ابدا الان ←