قبل أكثر من ثلاثين سنة كانت وفاة الشيخ محمود خليل الحصري ومازلنا نسمع صوته الشجي يتلو المصحف ! كان والده خليل السيد يشتغل بصناعة الحصير ، فلُقِّب بالحُصري ، وكان كلما وجد مصلى بلا حصيره ، أو مفروشا بقش الأرز ، هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد ،وكانت المصليات آنذاك تفرش بالحصير، حتى جاءته الرؤيا العجيبة !!
رأى عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقودا من العنب ، والناس تأتي جماعات جماعات ، يأكلون من عنقود العنب ، وعنقود العنب لا ينفد !!
ولما تكررت الرؤيا، ذهب لأحد الشيوخ وقصها عليه ، فسأله الشيخ إن كان له ذرية ، فقال له: ولدي محمود عمره عامان ، قال: ألحقه بالأزهر ليتعلم العلوم الشرعية ، فسوف يكون له شأن كبير !!!!
وفعلاً ألحقه بالأزهر وختم محمود القرآن في عمر الثامنة، وكان أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم، وكان أول من رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي وفي قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن، وأذن لصلاة الظهر في الأمم المتحدة.
توفي رحمه الله في ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٨٠ ولا نزال نأكل من عنقود العنب ، وعنقود العنب لا ينفد !!!!