عبدالله بن سالم والبحارة الكويتين

مقروءة (نص)
نشرت منذ 2758 يوم - الفئة : تراث
390 0

إدارة الموقع

في إحدى موانيء رأس الخيمة عاش عبدالله بن سالم والذي كان بحاراً بسيطاً وصغير العمر والخبرة .. لم يغادر ميناء قريته في رأس الخيمة إلا إلى الموانيء القريبة والمحيطة به .. وكان يسمع الكثير عن الأساطير البحرية الضخمة التي عاشت وأبحرت من إمارات الساحل مثل الأسطورة أحمد بن ماجد أسد البحار .. وغيره ممن خبروا تجارب كبيرة من ساحل أفريقيا إلى الهند وما بعدها .. إلا أن حظه وطموحه ومعرفته كانت محدود جداً .. وقد عاش عبدالله بن سالم في ما كانت تعرف بسنوات الجوع وهي السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى والثانية .. وتأثرت فيها حركة التجارة والملاحة في العالم كله وليس في منطقة الخليج فحسب ..

وذات فجر ، حطت سفينة أحد موانيء رأس الخيمة القديمة .. كانت السفينة من نوع بوم سفار قادمة من الكويت ومتوجهة إلى الهند .. ونزل البحارة الكويتين إلى السوق المجاور للميناء للراحة وللإستزادة من المؤونه .. وفي السوق ، صادف عبدالله بن سالم النوخذة الكويتي وأخذ يتجاذب معه أطراف الحديث وسأله الأخير:

-هل تعرف دليلاً جيداً يستطيع أن يوصلنا إلى الهند؟ .. لا أريد الإعتماد على السكونية في طريق طويل وشاق مثل هذا ..

فما كان من عبدالله الذي لم يغادر إلا إلى الموانيء المحيطة .. إلا أن استجمع شجاعته وقال له:

- أنا آخذكم إلى هناك .. لن تجد من هو أفضل مني لهذا العمل ..!

استبشر النوخذه خيراً بعبدالله وتواعدا على الإبحار في اليوم التالي إلى الهند بعد أن يأخذ البحارة راحة في هذا اليوم ..

عاد عبدالله بن سالم إلى منزله .. وأخبر أهله بما انتواه ووعد به النوخذه .. فارتاعوا لعلمهم بأنه ليس لديه الخبرة ليكون دليلاً في مثل هذا العمل .. ولكنه ابتسم وهو يجمع أغراضه وما يحتاجه في الرحلة وقال لهم: .. سوف ترون .. !

ركب الدليل الجديد مع البحارة والنوخذة في السفينة .. وطلب عبدالله بن سالم من النوخذه أن يرتاح في قمرته وأن يأذن له في البقاء مع السكونية طوال مدة الرحلة، فأذن له بذلك.

وعند دفة قيادة السفينة، سأل عبدالله بن سالم السكونية:

-هل تعرفون الطريق إلى غبة سلامة (رأس مسندم)؟ ..

-قالوا: نعم ، علينا أن نتبع النجم الفلاني لنصل إلى هناك ..

-ققال لهم : توكلوا على الله واذهبوا بنا إلى هناك ..

وبعد أن وصلوا إلى هناك ، سألهم:

-هل تعرفون الطريق إلى باكستان؟ ..

-قالوا : نعم ، علينا ان نتبع النجم الفلاني لنصل إلى هناك ..

-فقال لهم : توكلوا على الله واذهبوا بنا إلى هناك ..

وبعد أن وصلوا إلى سواحل البنجاب ، سألهم:

-هل تعرفون الطريق إلى الهند؟ ..

-قالوا : نعم ، علينا ان نتبع النجم الفلاني لنصل إلى هناك ..

-فقال لهم : توكلوا على الله واذهبوا بنا إلى هناك ..

وحين رست السفينة سواحل الهند ..تنفس عبدالله بن سالم الصعداء وركض إلى النوخذة فرحاً بإنتهاء مهمته بنجاح وعلى وجهه ابتسامة كبيرة .. ابتسامة واثق .. ودليل محترف !


رواية: أحمد عبدالله المطوع، بقلم: عبدالله الشويخ

تقاسمها على

الاطلاع على قصص اخرى من

قصص وعبر من جميع الاصناف تحاكي الروح وتبث الهمم.

0 استجابة

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل

ما رايك

اكتب اسمك هنا
كتابة البريد الالكترونى الخاص بك
اكتب تعليقاتك
لن يتم نشر بريدك الالكترونى

أكتب قصتك الان

اكتب قصصاً عشتها أوسمعت عنها. اكتشف عالماً من القصص والعبر. شارك حكايا الروح.

ابدا الان ←