يروى بأنه في آخر طرف من عمان كان هناك شاعرين فطحلين .. لا يريان في أحد القدرة على مبارزتهما في الشعر ولا في الأساليب اللغوية والألاعيب الشعرية .. وكان الشاعران من عائلة (بن جعلان) ..
سمع الشاعران بن جعلان بوجود شاعر لا يشق له غبار في منطقة الخران في جلفار (إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات حالياً) وعلا صيته بعدم وجود أحد قد يجاريه فيما يقول من شعر و ألغاز .. وكان هذا الشاعر هو (الماجدي بن ظاهر) ..
قرر الشاعران أن يثأرا لسمعتهما التي أصبحت مهددة من هذا الشاعر الجديد .. فتعاهدا على السفر إليه وإحراجه بلغز شعري أمام العرب لكي يعرف الناس أنهما الأقوى في الساحة الشعرية .. جهز الشاعران ركابهما وتوجها ناحية الخران في جلفار ..
وحين وصلا إليها كان هناك رجل متعب من آثار السفر مثلهما مستلق تحت ظل شجره .. سألاه عن المجلس الذي يؤمه الشاعر الماجدي بن ظاهر .. فقال لهما الرجل بأن الماجدي سيتناول العشاء لديه في تلك الليلة .. ودعاهما لمرافقته إلى منزله لكي يلتقي بالماجدي في المساء .. ووافقاه على ذلك ..
ولكن ما لم يقله لهما الرجل .. أنه هو الماجدي بن ظاهر بنفسه .. ولكنه أخفى الأمر عنهما .. وهما بدورهما لم يعرفاه ..
جهزت زوجة الماجدي بن ظاهر العشاء وكان عبارة عن كبش مذبوح وأدخله إلى ضيفيه ووقف وأنشد لهما :
هنتين مبيــــنات من أربعتعش والباقي غاملات ولا تبين
وياخـــاطريّ قـــوم انتعـــــش كـــبشٍ وديــكٍ وعنـــزين
ثم تركهما مع العشاء على عادة العرب حينذاك .. وبعد فترة عاد لهما .. فلم يجد أيديهما امتدت إلى الطعام بعد .. فسألهما عن أحوالهما .. فأخبراه بانهما لم يفهما لغز كلامه .. ما هي المبينات وما هي الغاملات؟ وأين الديك والعنزين .. وليس امامهما إلا الكبش .. فأوضح لهما الماجدي المعنى المقصود بالبيتين ..
الأربعة عشر هما مجموع السماوات السبع والأراضين السبع والمبينتين منهما هما السماء التي نراها والأرض التي نمشي عليها .. والباقي غاملات في علم الغيب .. وكبشٍ وديكٍ أي كبش سمين .. وعنزين هي كلمتين : وعن و زين .. والوعن هو الوعاء الذي يحوي الطعام وزين تعني الإستحسان في اللهجة الخليجية ..
وبمجرد أن أنهى الماجدي تفسيره للبيتين قال أبناء جعلان : والله لإنك أنت الماجدي بن ظاهر .. !
وعرفوه ..
رواية: أحمد عبدالله المطوع، بقلم: عبدالله الشويخ