"شنق عنق" رجل عملاق وسيم خرافي الطول ... عابر المحيطات و البحار على قدمين .
يوصف شنق أنه رجل وسيم خرافي الطول ، و يستطيع خوض البحار و المحيطات مشياً على قدميه ، وهو لا يؤذي الناس بقصد الايذاء ، ولكن كبر حجمه الزائد يجعله يأكل أقوات الناس و يسيطر عليهم و يهدم بيوتهم ، لذا فهم يعذرونه ، ولكنهم لا يخفون تذمرهم منه .
تذكر الخرافه أنه يظهر في المنطقه الشرقيه لدولة الامارات ، وهي المنطقه الاقدم أستقراراً من حيث الاستيطان البشري ، و الاولى من حيث الذكر في كتب الرحاله و الجغرافيين العرب و الاجانب و مما ذكر من هذه المناطق: كلباء - خور فكان - دبا .
تذكر الروايه أن الناس هناك في قديم الزمان كان يزورهم في كل عام عملاق أسمه "شنق" و كان يأتيهم من الشرق من نواحي بلاد الهند و السند ، و كان هذا العملاق يأتيهم مشياً على قدميه ، و يعبر المحيطات و الخلجان فإذا قدم إليهم أجبرهم على أن يجمعوا له كميات كبيرة جدا من الاطعمه حتى يأكل فيشبع ، وكان ذلك يسبب لهم أزمه كبيرة حيث كانوا يستنفذون معظم مخزونهم الغذائي .
فكر الناس في حيله تنقذهم من شرور شنق و تريحهم من عناء الزيارة الثقيله ، فراودتهم فكرة أن يحملوه ديناً "سلف" ثقيل يجعله لا يعاود الزيارة لهم . وكانت الفكرة التي أجمعوا عليها هي أن يتبرع كل رجل يإزار "وزار" ثم تجمع هذه الإزرة و تعهد إلى خياط القريه فيخيطها لتصبح إزاراً كبيراً على حجم شنق .
دارت الايام وحان موعد الزيارة المرتقبه ، و جاء شنق كعادته ، و كان الجميع في إستقباله على غير المعتاد ، تقدم والي القريه مرحبا بالضيف الكبير ، و قال له :
- يا بن عنق إن زيارتك لنا تمثل الشيئ الكثير ، لذا فإننا فكرنا أن نعطيك شيئاً نتمى أن يحوز على رضاك و أستحسانك
تعجب شنق من الامر و لكنه أبدى استعداده لقبول ما جهز له ، معبرا عن سعادته لما يراه ، و هو الذي كان يظن بأن زيارته لا تعجب الاخرين . نادى الوالي فجيء بالإيزار الجديد المعد خصيصاً لشنق ، ففتح الايزار ووضعه على وسطه فأستحسن هيئة الإزار ورأى نفسه كأنه أصبح يشبه الناس العاديين .
بعد أن لاحظ الجميع شنق يكاد يطير بالعطيه التي تلقاها باشروه بقولهم:
- يا شنق أنت تعلم أن حياكة إزار بهذا الحجم و هذه الروعه أستلزم منا كثير من الجهد و الوقت و المال ، و لذا فإننا نستميحك عذراً و نرجوا أن تعطينا قيمة هذا الإزار .
سكت شنق لبرهه مندهشاً ثم قال لهم : كما تعلمون بأنني لا أحمل نقوداً فأنا في الاصل ليس لدي ثياب ألبسها ، لذا أمهلوني حتى آتيكم بالمال المطلوب. أنسحب شنق من أمام الجميع وهو يجر أذيال الدهشه والحيرة غير قادرا عن الإستغناء عن ازاره الجديد وشق البحر برجليه كأنهما سفينتين كبيرتين وهو يفكر كيف يرد الدين الذي تحمله عن طيب خاطر .
هام شنق على وجهه وهو مستغرق في التفكير بالدين حتى مات في البحر من كثرة التفكير ثم جره البحر إلى سواحل الهند فأكلته الكلاب الجائعة .