يحكى في الزمن العباسي ، أنه كان هنالك تاجراً ثرياً جداً وكان هذا التاجر لا يخسر أبداً.. يدخل صفقة تلو أخرى ويبيع بضاعة تلو أخرى وهو في كل أعماله ناجحاً موفقاً ، فجلس مع أصدقائه وأخبرهم بذلك وهو واثق من نفسه وقال لهم :
- أنا لا أخسر أبداً ، مهما تاجرت في أي شيء فأنا دائماً أكسب
فسخر أصدقائه منه لأن التجارة ربح وخسارة ومهما كنت ناجحاً فلابد أنك تعرضت لأحد الخسائر في تجارتك ، فقال لهم:
- أنا أقول لكم ما أقول وأتحداكم في كلامي
ففكر أصدقائه أن يقبلوا التحدي ويثبتون له خطأ كلامه ثم اهتدوا إلى فكرة، فقالوا له:
- قد يستحيل عليك بيع التمر في العراق لأن التمر هناك متوفر كالتراب في الصحراء ، فإذا ربحت من تجارتك للتمر في العراق ، ربحت التحدي، فوافق الرجل على التحدي وانطلق شرقاً إلى عاصمة الخلافة العباسية
كان الخليفة الواثق بالله حينها ذاهباً في نزهة نحو أطراف بغداد .. أثناء الرحلة، اكتشفت ابنة الواثق بالله ضياع قلادتها ، فبكت وأتت تشتكي لوالدها، فأمر الواثق أمراً أغرى به الجميع للبحث عن قلادة ابنته، قال:
- أن من يعثر على قلادة ابنتي سأصرف له مكافئة كبيرة وسأزوجه من ابنتي
فبدأ الناس يبحثون كالمجانين عن القلادة .. في هذا الوقت، وصل التاجر الدمشقي إلى مشارف بغداد ، فوجد جماعة من القوم تبحث في الأرض ، فقال لهم:
- ما خطبكم
فحكى كبيرهم له القصة ، وقال له:
- وأسفاه لقد نسينا أن نجلب زاداً كبيراً لنستكمل رحلتنا ونخشى أن نعود لجلب الزاد فيسبقنا أحدهم ويعثر على القلادة قبلنا
فقال التاجر الدمشقي :
- أنا أبيعكم التمر الذي معي
وباعهم التمر بأغلى الأسعار ، ثم قال لهم: لقد فزت في التحدي واخبرهم بقصة تحديه مع أصحابه.
وصل خبر التاجر الدمشقي للخليفة الواثق بالله، فتعجب إذ كيف يبيع التمر في العراق ويربح وأمر بإحضار التاجر الدمشقي وسأله عن قصته فقال له :
- كنت ولدا فقيرا يتيما وكانت أمي معاقة وكنت أعتني بها منذ الصغر وأعمل وأكسب خبزة عيشي وعيشها منذ أن كنت في الخامسة من عمري..
فلما بلغت العشرين كانت أمي مشرفة على الموت .. فرفعت يدها داعية أن يوفقني الله وأن لا يرني الخسارة في ديني ودنياي أبدا وأن يزوجني من بيت أكرم اهل العصر وأن يحول التراب في يدي ذهبا
وبحركة لا ارادية أمسك بحفنة من التراب عند قدمه وإذا به يشعر بشيء غريب في يده .. نثر حبات الرمال من يده وإذا بقلادة ذهبية على راحة يده.. ابتسم الواثق بالله وبعث بالقلادة إلى ابنته التي تعرفت عليها وهي مسرورة جداً ..
وهكذا بدعاء أم التاجر الدمشقي، صار أول تاجر يصدر التمر إلى العراق في التاريخ وبنجاح وأصبح صهر الخليفة الواثق بالله.
المصدر:
شبكة الإنترنت، حقائق واكتشافات: http://ttor2014.blogspot.ae/2015/03/dealer.html?m=1