دروب من شوك - الحلقه الثانيه Episode #2

نشرت منذ 55939 ساعه - الفئة :
0 0

إدارة الموقع

تعيين

ابلغ عن شارك

فى ذلك المساء  الحار بفعل نفحات الصيف الملتهبة، سمعنا سيارة أبى تقف عند الباب.  وجلبه غير اعتياديه فى مدخل البيت،  ثم دخل ابى وجدتى وسيدة يظهر عليها التأنق الشديد وكومة من الشنط والصناديق وأشياء متفرقة أنشغل أبى في ادخالها للبيت وهو سعيد ومنشرح..  اجتمعنا نحن الصغار حول هذا الوفد الطارئ، وجدتى تضحك وتقول:

  • قربوا سلموا على عمتكم الجديدة

 

ربما سلم اخوتى الصغار عليها، أما أنا واختى انسحبنا بهدوء نحو أمي التي كانت تغطى وجهها بكفيها فى  ركن من أركان غرفتها وصوت نحيبها يعلو إلى اسماعنا معتصرا قلوبنا الصغيرة في ألم .. في هذه اللحظة فقط احسست بكره عجيب نحو أبي وجدتى وللحياة والدنيا بأسرها.  

 

لا أذكر كم مضى علينا ونحن نبكى مع أمنا ولكن الذى اعرفه أن أبى أو حتى جدتي لم يقتربا من أمى لجبر خاطرها او حتى مواساتها  وكأن لا قيمة لها بينهم ولا اعتبار ..

 

تزوج ابى وعاد بعروسه الصغيرة  المتأنقه دائما في البيت  وعادت امى لروتينها المتعب كل يوم وركضها الدائم لخدمة الجميع ويلتصق خمارها بوجهها حتى تخفي الدموع التي تتساقط من عينيها.. 

 

 فى هذه الفترة التى كانت فيه أمى تجاهد وتتعب وتخدم الجميع ، كانت زوجة أبى تلتصق به اكثر بتشجيع من جدتي، وعزاء أمي فينا وفي إغراق نفسها بشؤوننا.. كنت اسأل نفسى دائما عندما اشاهد كل هذا الجهد والتعب الذى تبذله أمى في البيت: لماذا هى فقط من تقوم بكل هذا والزوجة الثانية لا تبذل أى جهد سوى الالتصاق بأبى ليلاً ونهاراً؟!  

 

سألت امى، اجابت انه قدرى يا ابنتي وعلي الصبر لابقى معكم واربيكم بنفسي لا زوجة أبيكم.. يا الله كم هى عظيمة أمي وكم تحملت من اجلنا وكم عانت فى حياتها.. 

 

مضى عام على زواج أبى من هذه المرأه ..  ذقنا فيه مع أمنا الكثير من الألم والكثير من المعاناة..

 

حتى كان ذلك المساء عندما حصل خلاف كبير بين أمى وزوجة ابى تدخلت فيه جدتى كعادتها مع الزوجة الجديده ودخل أبى البيت وسط المشكلة فما كان منه الا أن أخذ عصى وضرب أمى قائلاً أنت رأس البلاء مع أن أمى كانت مظلومه ومعتدى عليها إلا أن الإنسان عندما يكره ، يتجبر وينسى أن الله فوق الجميع.. 

 

 

بكت أمى بحرقه ودعت الله أمامهم طالبةً أن يأخذ حقها ممن ظلمها فهو القوى القادر.. عندما سمعها أبى اتجه صوبها والشرر يتطاير من عينيه طالبا منها أن تلبس عباءتها ففعلت ثم جرها خارج البيت واغلق الباب  خلفها وتجمعنا أنا وأخوتي عند الباب نبكي ونصرخ طالبين أمنا ..

تقاسمها على

الاطلاع على مسلسلات اخرى من

قصص وعبر من جميع الاصناف تحاكي الروح وتبث الهمم.

0 استجابة

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل

ما رايك

اكتب اسمك هنا
كتابة البريد الالكترونى الخاص بك
اكتب تعليقاتك
لن يتم نشر بريدك الالكترونى

أكتب قصتك الان

اكتب قصصاً عشتها أوسمعت عنها. اكتشف عالماً من القصص والعبر. شارك حكايا الروح.

ابدا الان ←