إصطدم سائق سيارة عائلية اسمه هاشم بسائق بيك أب ينقل خرفاناٍ اسمه حسن عند أحد التقاطعات ، نزل هاشم والشرر يتطاير من عينيه متجها صوب سعيد وأخذ يكيل له أصنافا من السباب والشتائم رغم كونه المخطيء ولم يكتف بذلك بل أخذ بضرب حسن المسكين على وجهه عدة مرات فما كان من حسن الا أن وقف ساكنا وهو يردد:
- حسبي الله عليك ، أوكلت أمري اليك ، إنأخطأت في حقكأرجو أن يحاسبني الله و إن كنت أخطأت في حقي، فأرجو من الله أن ينتقم منك عاجلاً غير آجل
مشى حسن وهو يردد حسبي الله .. حسبي الله
مضت الأيام على هذه الواقعة وفي أحد أيام الأسبوع، خرج حسن لعمله فجاءه رجل طالبا أن ينقل خروفين له إلى مطبخ يقع في شارع يبعد عدة كيلومترات من موقعه .. فقال له حسن أبشر ..حمل الخروفين على سيارته وأنطلق مع الرجل حتى وصلا إلى المكان المقصود وعندها أخذ الرجل بيد حسن قائلاً:
- هل عرفتني؟
- قال حسن: لا ..
- قال الرجل: أنا ذاك الرجل الذي صدمك وصفعك على وجهك ،
- فقال حسن: قدأوكلت الأمر عند من لاتضيع لديه الحقوق
ثم انهمرت الدموع من عيني الرجل وقال:
- ليتك أوكلت الأمر للشرطه أو للقاضيأو إقتصيت بنفسك مني .. الذي أوكلت إليه الأمر قد إقتص مني في اليوم الثاني بحادث بنفس السياره راح فيها إثنين منأطفالي ..
- ثم أردف قائلا: والله إني خرجتأهيم في الشوارع أبحث عنك أكثر من 15 يوم حتى تسامحني .. قد صبرت وأحتسبت عقابالدنيا لكني أيقنت أن لامحاله من حساب الاخره وها أنا اليوم معك لا أريد أكثر من أن تسامحني وتصفعني فهذا خدي لك وأنا بين يديك إفعل ماتريد!!
أشفق حسن على الرجل لما سمع ما يقول وإنهمرت دموعه حزنا عليه قائلا:
- عفى الله عنك وغفر لك..
عندها ابتعد الرجل عنه قائلا:
- و الله لن أظلم مسلما بعد اليوم و الله لن أظلم أحدا بعد اليوم..