مع ظهور النفط في دول الخليج العربي، كانت بداية النهضة التي شملت العديد من المجالات وعلى رأسها التعليم وشد الكثير من أبناء الخليج رحالهم لطلب العلم والدراسة خارج حدود الوطن ..
هاجر المئات منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لإستكمال دراساتهم العليا بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا .. وقليل منهم اختار بعض الدول التي لم تُعرف كوجهات دراسية مفضله مثل اليونان!
في اليونان ذلك البلد العريق الذي كان عاصمة لإمبراطورية حكمت نصف الأرض ذات يوم، وصل شاب خليجي وسجل في أحد الجامعات هناك وانتظم فعلاً في دراسته ..
ومع سنوات الشباب الأولى والغربة عن الوطن ، أغرم الشاب الخليجي بإحدى زميلاته اليونانيات لدرجة الجنون وهام بها حبا استغرب منه زملاؤه اليونانيون .. إلا أنهم حين كانوا يقرؤون عن الأساطير العربية وقصص ليلى وقيس .. كانوا يعتقدون بأن كل العشاق العرب يهيمون بحبيباتهم بتلك الطريقة المجنونة ..
أشعل الشاب أصابعه شموعاً لفتاته وكان يغدق عليها بالأموال التي خُصصت للدراسة كما يؤثرها أيضاً بما يرسله له أهله .. لم يكن يرفض لها أي طلب .. كرس حياته لإهدائها ومفاجئتها بما يسعدها بمناسبة أو دون مناسبة ..
ولأنه لم يلتزم بالحفاظ على دراسته ولا سداد التزاماته فقد تم فصله من الجامعة .. إلا أن عشقه لم يتزحزح .. وبدأ يعمل في مطعم ويغسل الصحون من أجل ان يبقى على التزاماته المالية مع الفتاة ولا يشعرها بتراجع في قدرته النقدية ..
ولكن بعد فترة أحست الفتاة بنقص ما كان يغدقه عليها من أموال .. فما كان منها إلا ان تركته مباشرة .. دون أي شكر على ما عاناه من أجلها .. بل ودون أن تلتفت إلى الوراء ولا لمرة واحدة ..
أصيبت نفسية الشاب في مقتل وساء حاله وضعف جسده وصعبت حالته وبقي هائماً على وجهه في البلد الغريب فترة من الوقت .. حتى قادته ساقاه ذات يوم أثناء طوافه بلا هدى في العاصمة ليقف أمام باب سفارة بلده ..
مر مسؤول في السفارة ليدخل في ذلك اليوم .. ولأن الدم يحن .. فقد رأى في ملامح الشاب ملامحاً عربية .. سأله عن قصته .. فحدثه الشاب بها وهو يبكي سنوات عمره .. وعشقه الخادع !
لان قلب المسؤول له فوظفه في السفارة وساعده وشد من أزره بل وعاونه على التسجيل في الجامعة من جديد وإكمال دراسته إلى أن أنهاها وبمستوى جيد ومشرف ..
اليوم يعمل الشاب في وظيفه كبيرة يشار إليها بالبنان كأحد أكبر مسؤولي سفارة بلده ..
وإن مع العسر يسرا ..