طارق الباب

مقروءة (نص)
نشرت منذ 2330 يوم - الفئة : حدثت
277 0

إدارة الموقع

في كل يوم جمعة، وبعد الصلاة، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشرة سنة يخرجان في إحدى ضواحي أمستردام ويوزعان على الناس كتيبات صغيرة بعنوان "الطريق إلى الجنة

 

وفي إحدى الجمع كان الجو باردا وماطرا جدا ، ارتدى الصبي الكثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد، وقال:

  • 'حسنا يا أبي، أنا مستعد!!!
  • سأله والده، 'مستعد لماذا'..؟!
  • قال الابن: يا أبي، لقد حان الوقت لكي نخرج لتوزيع الكتيبات
  • أجابه أبوه: الطقس شديد البرودة في الخارج

     

    أدهش الصبي أباه بالإجابة وقال:

  • ولكن يا أبى لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار
  • الأب: لن أخرج في هذا الطقس..
  • قال الصبي: هل يمكنني أن أذهب لتوزيع الكتيبات؟.. 
  • تردد والده للحظة ثم قال: يمكنك الذهاب، وأعطاه بعض الكتيبات.. 
  • قال الصبي: شكرا يا أبي

     

    ورغم أن عمر هذا الصبي أحد عشر عاماً فقط إلا أنه مشى في شوارع المدينة في هذا الطقس البارد والممطر لكي يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الإسلامية..

     

    بعد ساعتين من المشي تحت المطر، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه له، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما..

    ثم استدار إلى الرصيف المقابل لكي يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.. 

    ودق جرس الباب، فلم يجب أحد.. 

     

    ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا، وﻻ جدوى ولكن شيئا ما يمنعه..من ترك المنزل

    مرة أخرى، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة وهو لا يعلم ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت، وظل يطرق فإذا بالباب يفتح ببطء ..

     

    كانت تقف عند الباب امرأة كبيرة في السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له:

  • ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بني..؟

 

قال لها الصبي الصغير ونظر لها بعينين متألقتين وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم: '

  • سيدتي، أنا آسف إذا كنت أزعجتك، ولكن فقط أريد أن أقول لك: إن الله يحبك حقا ويعتني بك وجئت أعطيك آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله، والغرض الحقيقي من الخلق، وكيفية تحقيق رضوانه .. وأعطاها الكتيب وأراد الانصراف..

     

  • فقالت له: شكرا لك يا بني

     

    وبعد أسبوع وبعد صلاة الجمعة، حيث كان الإمام قد أنهى محاضرة، وقفت سيدة عجوز تقول

  • 'لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آت إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة ولم أفكر أن أكون كذلك .. لقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة، وتركني وحيدة تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضية كان الجو باردا جداً وكانت تمطر، وقد قررت أن أنتحر لأنني لم يبق لدي أي أمل في الحياة ..
  • لذا أحضرت حبلا وكرسيا وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في إحدى عوارض السقف ووقفت فوق الكرسي و ثبت طرف الحبل الآخر حول عنقي، وقد كنت وحيدة ويملؤني الحزن و كنت على وشك أن أقفز.. وفجأة ؛؛؛سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي، فقلت: سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.. انتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع و يزداد..  قلت لنفسي مرة أخرى: من يكون!!!؟؟؟

     

    رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت أذهب لأرى من يطرق الباب وبكل هذا الإصرار ..

    عندما فتحت الباب لم أصدق عيني فقد كان صبيا صغيرا بعينين متألقتين تعلو وجهه ابتسامة لم أر مثلها من قبل، و لا يمكن وصفها !!

    الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ونبضت به الحياة مره أخرى، وقال لي بصوت حان:

     

  • سيدتي، لقد أتيت الآن لكي أقول لك: إن الله يحبك حقيقة ويعتني بك

     

    ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله "الـطريق إلى الجنة

    فأغلقت بابي وبتأن شديد قمت بقراءة الكتاب ..

    ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي ..

    لأنني لن أحتاج إلى أي منهما بعد الآن ..

    أنا الآن سعيدة جداً لأنني تعرفت إلى الإله الواحد الحقيقي.. 

     

    عنوان هذا المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت إلى هنا بنفسي لأقول:

  • الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءنى في الوقت المناسب تماما، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم.. 

 

دمعت العيون في المسجد وتعالت صيحات التكبير ..  الله أكبر ..

 

الإمام الأب نزل عن المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه هذا الملاك الصغير .. واحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ ..

ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب ..

 

 

الاطلاع على قصص اخرى من

قصص وعبر من جميع الاصناف تحاكي الروح وتبث الهمم.

دعوة أب

إدارة الموقع

ذكاء راعي

إدارة الموقع

خلك على البساطة

إدارة الموقع

خارج الصف

إدارة الموقع

حلقان أمي

إدارة الموقع

تاجر مجوهرات

إدارة الموقع

استكشاف القصص ←

دعوة أب

إدارة الموقع

ذكاء راعي

إدارة الموقع

خلك على البساطة

إدارة الموقع

خارج الصف

إدارة الموقع

حلقان أمي

إدارة الموقع

تاجر مجوهرات

إدارة الموقع

اكتشف المزيد ←

0 استجابة

هناك حقيقة مثبتة منذ زمن طويل وهي أن المحتوى المقروء لصفحة ما سيلهي القارئ عن التركيز على الشكل

ما رايك

اكتب اسمك هنا
كتابة البريد الالكترونى الخاص بك
اكتب تعليقاتك
لن يتم نشر بريدك الالكترونى

أكتب قصتك الان

اكتب قصصاً عشتها أوسمعت عنها. اكتشف عالماً من القصص والعبر. شارك حكايا الروح.

ابدا الان ←