في إحدى زيارات الدكتور عبدالرحمن السميط لإحدى القرى الإفريقية التي أصابتها المجاعة من أشهر قليلة ومعه مجموعة من فرق الإنقاذ، هرعت إحدى الأمهات الإفريقيات بجزع نحو فرقة الإنقاذ حاملة طفلا لم يتجاوز العامين من عمره وتوسلت إليهم قائلة: أرجوكم أنقذوه فأخوه مات بالأمس وأنا لا أستطيع مساعدته. ورفضوا طلبها فالطفل الذي كان بين يديها هيكل عظمي على وشك الموت ورأوا أنه قد فات الأوان على إنقاذه ومن في داخل القرية أولى بجهودهم ومعونتهم ووقتهم منه.
أما الدكتور عبدالرحمن فلم يستطع أن يدير ظهره لتلك المرأة حيث لازال رمق الحياة ينبض في ذلك الجسد الهزيل، فإستدار لفرقة الإنقاذ طالبا منهم تخصيص وجبة مكونة من: طحين وماء وحليب وزيت – وفعلا ناولوا المرأة هذه الوجبة وأخذتها المرأة وغادرتهم بكل إمتنان.
وبعد مضي عشر سنوات في شهر رمضان بالتحديد، دخلت إمرأة ومعها صبي إسمه صديق كنان لم يتجاوز الـ 12 سنة من عمره إلى مقر إحدى فرق الإنقاذ، وأخبرتهم بقصة هذا الطفل قبل 10 سنوات وكيف أن مقدار قليل من الطعام الذي إعطي إليها إستطاع إنقاذ هذا الطفل الذي كبر وهو ممتنا للشيخ العربي وسماحة الدين الإسلامي فكرس حياته لتعلم اللغة العربية والمحافظة على الصلاة وحفظ القرآن الكريم حتى حفظ 10 أجزاء منه!!
إلتقط أحد عمال فرقة الإنقاذ صورة للطفل وأرسلها للدكتور عبدالرحمن الذي لم يكن متواجدا آنذاك. تناول الدكتور عبدالرحمن الصورة وأراها لأهله قائلا: هذا الطفل أنقذته وجبة بـ 15 فلس ، يا أولادي عشان كذا لا تحقروا أي شيء يسير لديكم وتبرعوا لأخوانكم بما توفر وإن كان قليلا تنقذون حياة الآلاف من إخوانكم الفقراء هناك.
صدق رسول الله (ص) حين قال: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".
المصدر: موقع ويكيبيديا، شبكة الإنترنت