وقع هذا الحدث في إحدى محاضرات الدكتور فخري كتانة لطلبة الدراسات العليا للغة العربية في جامعة اليرموك التي تقع في مدينة إربد شمال الأردن وتعد من أقدم الجامعات في الأردن حيث تم تأسيسها في عام 1976 وشهدت شهرة كبيرة بمرور السنين جعلتها الوجهة المفضلة للتعليم لدى العديد من الدول العربية والأجنبية.
كان طلبة الماجستير في اللغة العربية عبارة عن خليط من دول عربية وأجنبية يتلقون تعليمهم إلى جانب الطلاب الإردنيين. وذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية لدراسة الماجستير، طرح الدكتور/ فخري كتانة سؤالا على طلابه قائلا:
من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة ( الـلـه ) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟
لم يرفع أحد يده ماعدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها أسبانية نصرانية فقالت :
إن أجمل ما قرأت باللغة العربية هو اسم (الله) فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة :
فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف ، لا من الشفتين فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط ..
ثم إتجهت لزملائها الحضور قائلة: إنطقوا الآن كلمة (الله) وراقبوا كيف نطقتموها ..
هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف ؟ أم أنكم لفظتموها بلا حراك في وجوهكم وشفاهكم ؟
ثم أردفت قائلة: وجدت أن العبرة في ذلك أن الذاكر إذا أراد أن يذكر اسم الله فيستطيع فعل هذا دون أن يشعر من حوله بذلك !
ثم استطردت قائلة: ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو !فكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ" وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه "لله" حيث يقول سبحانه وتعالى: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) – سورة الأعراف، 180
وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت "له" ولا يزال مدلولها الإلهي موجود والدليل في قوله سبحانه وتعالى : ( له ما في السموات والأرض ) – سورة الحشر، 24
وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة "هـُ " ورغم ذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه : ( هو الذي لا اله إلا هو ) – سورة الحشر، 59
وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت " إله" كما في قوله سبحانه وتعالى في هذه الآية : ( الله لا إله إلا هو )- سورة البقرة، 255
فسبحان الله رب العرش العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم !!
هذه الفتاة الإسبانية كانت تدرس الماجستير في اللغة العربية في جامعة اليرموك الأردنية وقد استطاعت هذه الأسبانية أن تشرح معني كلمة ( الله ) بعد أن عجز عنها العرب الحاضرين في هذه المحاضرة !!