كنت سعيدا في حياتي عندي زوجة صالحة ... جميلة...جلستها لاتمل ولكن عيبها انها كبرت رغم احتفاظها بالكثير من الجمال الروحي قبل الجسدي واولادي قد كبروا وتزوجوا ولم يبقى إلا اخر العنقود الذي يدرس بامريكا..
فاحببت التغيير وتجديد شبابي بفتاة صغيرة جميلة...
وفعلا خطبت وعقدت عليها، صارحت زوجتي بزواجي باخرى وان الدخلة غدا، بكت وعاتبتني ثم طلبت مني ان اشتري لها بيتا كضمان فرفضت... واشتد النقاش بيننا ولاول مرة اسمع زوجتي الهادئة الرزينة يرتفع صوتها علي قائلة بأنها باعتني كما بعتها فرددت عليها قائلاً: وانا ايضا..ورميت عليها يمين الطلاق من شدة غضبي ....
خرجت هاربا من ضغط المواجهة الى شقتي التي جهزتها للعروس وانا احلم باجمل ايام ستقبل علي وقررت عدم رد زوجتي تأديبا واذلالاً لها واحسست بكره عجيب لها بعد المشادة بيننا وتركتها ولم ارجع الى البيت وتزوجت بعد يوم من طلاقي بها .. طرت فرحا بزوجتي الجديدة .. وطويت صفحة من حياتي مع زوجتي الاولى ، سافرت لشهر العسل الى ماليزيا .. صببت حبي وعواطفي لهذه الزوجة الجديدة .. ونسيت الاخرى
ثم رجعت لبلدي .. وانتظرت زوجتي الاولى تتصل و تعتذر عما بدر منها .. ولم يحصل هذا مما زاد في عنادي ومكابرتي .. بعد أيام حضر اكبر ابنائي يرجوني رد امه الى عصمتي فاشترطت اعتذارها عما بدر منها تجاهي .. فرد علي قائلاً بأنها هي الغاضبة مني ومن تستحق الإعتذار، فما كان مني إلا أن بالغت في عنادي وطلبت منه أن يخرجها من البيت بحجة ترميمه وكان لي ما أردت ولم اسال عنها بعد ذلك ولا عن ابنائها ..
بعد مضي عدة أشهر حملت زوجتي الجديدة وأصبحت تعاني من متاعب الحمل التي جعلتها تقضي وقتا طويلاً في بيت أهلها وبقيت وحيدا في المنزل أفكر بزوجتي الأولى التي اشتقت اليها والى أحاديثها الناعمة لي ووجدتني اندفع إلى فكرة ردها لعصمتي ولكن بعد فوات الآوان!!
فيا لهول صدمتي حينما اخبرني ابني انها تزوجت قبل اسبوع من قراري بردها بعد ان خطبها جاري ابو فهد الذي توفيت زوجته قبل خمس سنوات وتزوج ابناؤه وتركوه وحيدا..
كانت علاقتي بجاري أبو فهد قوية .. وكثيرا ماصارحته بمزايا زوجتي .. وسعادتي معها .. وكثيرا ماقال لي حافظ عليها فهي جوهرة ثمينة .. احسست بنار تشتعل في جوفي .. وبخت ابني فقال لي انك تزوجت عليها وأهنتها بطلاقها ثم طردتها من بيتك بحجة الترميم فلا تلمها إن أجابت أول خاطب لها..
دخلت شقتي ورميت نفسي على السرير باكيا كطفل صغير .. شعرت بمدى خسارتي .. ندمت و الغصة تملأ كياني ..
بعد مضي سنتين ، أصبح لدي ثلاث أطفال صغار من زوجتي الجديدة التي انجبت لي ولدان توأم و بنت .. إنشغلت زوجتي الجديدة باطفالها عني الذين شغفوها حبا .. كثرت طلباتها حليب .. حفاضات .. عيادة المستشفى بين حين وآخر وانا كبرت على هذه الامور فقد تعديت الستين .. وهي لا زالت في الثلاثينيات من عمرها .. احضرت لها خادمتين ، احداهما مربية كي تتفرغ لي ، فتفرغت لهم أكثر إلى جانب اهلها واخواتها وصديقاتها وحفلاتها .. ودائما ما تذكرني بفارق السن بيننا وان اراعي هذا الامر على مضض .. استسلمت لواقعي المر .. وصرت وحيدا اكثر ايامي..
وفي يوم من الأيام قررت الذهاب للعمرة طلبا للراحة عند بيت الله الحرام .. وبالطبع لوحدي دون زوجتي التي رأيت الفرحة على محياها حينما اخبرتها .. فهي تريد الفكاك مني باي طريقة .. وهناك عند بيت الله الحرام التقيت صدفةٍ بابي فهد الذي كان يسكن بنفس الفندق الذي اسكن فيه !
سلم علي .. وانا مذهول مما اراه .. فقد تغير كثيرا .. صحته تحسنت كثيرا وازداد وجهه اشراقا .. واخبرني انهم يقيمون منذ شهر في مكة .. ودعته وجررت خطواتي الى الحرم و أنا أشعر بغيض يجتاح قلبي ..
قبيل قيام الصلاة بقليل .. رايته يدخل ممسكا بيد جوهرتي الثمينة .. جوهرتي المنسية وهي ممسكة بذراعه وتهمس له وهو يبتسم كما كانت تفعل معي سابقا ..
نظرت اليهم وتنهدت بحسرة ثم توجهت وصليت داعيا ربي أن يرضيني بقضائه ..