هذه قصة غريبة حصلت لمعمر فلسطيني إسمه الحاج محمد تجاوز عمره الـ 120 عاما كما يقول قومه وشهد 5 حقب تاريخية، بداية من عهد الدولة العثمانية ، ومروراً بالانتداب البريطانى، والحكم المصرى والاحتلال الإسرائيلى، إلى الحكم الحالي لقطاع غزة.
عمل الحاج محمد في بداية عمره بمجال الزراعة وإستطاع جمع مبلغ من المال إستطاع أن يتزوج به وهو شاب في مقتبل العمر حيث لم يكمل الـ 21 من عمره. نمت ثروة الحاج محمد بشكل كبير وأصبح من ملاك الحقول والمزارع وأنجبت له زوجته عشرة من البنين والبنات.
وحينما وصل عمره إلى الـ 70 عاما توفيت زوجته وبعد مضي أشهر قليلة شعر بالوحدة حيث تزوج جميع أبنائه ورغب في الزواج مرة أخرى حتى يجد من يؤنس وحدته في بيته الكبير. وفي أحد الأيام جمع أبنائه العشرة وأعلن أمامهم رغبته في الزواج . وما كان من الأبناء إلا أن ثاروا عليه مستنكرين فكرة زواجه وهو في هذا العمر.. مؤكدين له أنهم لن يتركوه وحيدا وسيعملون جميعا على التناوب في المجيء إليه ومؤانسته في وحدته والعمل على راحته. إلا أن الحاج محمد أردف قائلا بأن صحته جيدة و يرغب في الزواج من إمرأة ترافقه ما تبقى له من العمر ، فما كان من أبنائه إلا أن أجابوه بقسوة قائلين: هل ستأتي بإمرأة غريبة علينا تشاركنا في أموالنا من بعدك!!
شكل الأبناء العشرة جميعهم حاجزا بينه وبين ما يريد واستسلم إزاء موقف أبناءه الصارم.
وخلال الأعوام العشرة التي تلت هذا الحدث، شاءت الأقدار أن تطفيء حياة الأبناء العشرة الواحد تلو الآخر.. في كل عام يتوفي له إبن يدفنه الحاج محمد بيديه .. في كل عام يواري أحد أبناءه التراب حتى بلغ الثمانين من العمر .. حينها كان أبناءه العشرة قد توفوا جميعا.
وفي يوم من الأيام، إستلقى الحاج محمد على أريكته في بيته الخالي يتمتم مع نفسه قائلا: ياه.. أين أنتم يا أبنائي.. لقد إنتهت أعماركم دون أن تدرون أنه سيطول بي العمر أكثر منكم..
بعد هذا تزوج الحاج محمد وأكرمه الله وعوضه بعشرة من البنين والبنات من زوجته الجديدة، أنجبهم خلال عمره الذي امتد إلى الـ 120 عاما ولازال الحاج محمد يتمتع بالصحة والعافية بين أولاده الجدد وأحفاده.
شاء الله جل علاه أن يدبر لهم ما سيجعله عبره للأجيال القادمة من بعدهم .. فالأعمار بيده هو لا بيدهم.
المصدر: غير محدد (الواتساب)